Yahia al-Samawy

Born in Iraq, al-Samawy studied Arabic literature at al-Mustanseriah university in tkk. He joined secret armed movements prior to receiving a death sentence from the administration of Saddam Hussein. He fled Iraq to Saudi Arabia, where he lived in camps until immigrating  to Australia in 1997. In his poetry one can feel an Oedipus background tinged with two elemental factors:

1- the struggle against the system.

2- the struggle against all sorts of traditions (in art and in thinking).

Al-Samawy mixes in his poems the woman with land, and the humans with nature, leaning heavily on national symbols and erotic subjects. Women never in Al Samawi’s poetry a been feminine value, rather were projection of his conflicting emotions, and hidden shy desires. Some think the late critic Dr. Hussein Sarmak Hassan called in many instances: sly conscious.

He followed in his poetry every possible style from metric to short prose poem or ode.

Al Samawi is inspired by different legendary poets: from Nizar Kabbani who eroticizes politics to Saadi Youssef who politicizes erotica. He shared with both strong sense of machismo and nationalistic attitudes, with one major difference. If Saadi wept his homeland and his ideals early in life, and if Nizar was critical to the system of powers in the Arab World in general, and Syria in particular, Yahia expressed yearning and sympathy with people’s efforts for a change. In other words, he bid on the white horse rather than the black one.  

He published over twenty-five poetry collections and has also authored a book of studies on Iraqi poetry. He won the Arab League prize in 1998 and the Babteen Medal in 2008.

لا تذبحوا حبيبنا العراق

نعرف أن طينه معاق
 وماءه معاق
ونخله معاق
وأن كبرياءه يداس كل لحظة
بـ”جزمة” القائد
أو سنابك الرفاق
نعرف أن الناس فيه
يطبخون إرثهم
ويشربون أكؤساً دهاقْ
نعرف أن سادن البستان لص
قاتل..
مخاتل وعاق
نعرف أن الوطن الجريح
يستحم في بحيرة من الدم
المراق
لكننا
نعشقه عشق ضريرٍ للسنا
وأننا
نرضى به هراوة.. شنقة..
جوعاً .. أسىً..
طاحونةً أو مرجل احتراق
نرضى به سوطاً على ظهورنا
أو
شوكة تنام في الأحداق

لا تذبحوا حبيبنا العراق
نصرخ باسم طينه
باسم يتاماه .. مشرديه..
جائعيه
باسم نخله
وعصرنا المثكل في مكارم
الأخلاق
باسم عروبة غدت
دون يد وساق

لا تذبحوا حبيبنا العراق
فلتتركوا مصيره
لأهله العشاق

 

من مجموعة: قلبي على وطني. منشورات خوجا. السعودية. 1992.


الـوقـتُ مـشـلـولٌ

وأبـعَـدُ مـن سـمـاواتٍ عـن الـقـدَمِ الـمـكـانُ الـمُـرتـجـى

*

كـيـف الـوصـولُ الـى الـضـحـى

والـلـيـلُ مــشــدودٌ الـى جَـبَـلِ الــدُّجـى؟

*

أمــشـي

فــيُــرجِـعُــنـي الـى حـيـثُ انـطـلـقـتُ الـدربُ

مُـنـكـسِـرَ الـخـطـى

وحـقـيـبـتـي تـمـشـي ولا تـمـشـي

يـقـولُ الـعـسـكـريُّ بـنـقـطـةِ الـتـفـتـيـشِ :

جِـئـتَ مُـبَـكِّـراً ..

عُـدْ

فـالـصَّـبـاحُ ربـاحُ

لا إركـابَ هـذا الـيـومَ فـالـصـالاتُ مُـغـلـقـةٌ

ولـسـتُ مُـخَـوَّلاً لِـتـنـامَ فـي ” كـرَفـانِـنـا ” ..

نَـمْ حـيـثُ شِــئـتَ سـوى هـنـا

فـالأرضُ واسـعـةٌ ..

ولا مـن فـنـدقٍ فـي هـذه الـصـحـراءِ

فـاطـلـبْ مـن ســوانـا لـلـمـتـاهـةِ مَـخـرَجـا

*

ــ هـل لـيْ بـإيـداعِ الـحـقـيـبـةِ عـنـدكـمْ حـتـى الـصـبـاحِ؟

ــ أأنـتَ تـمـزحُ؟ مـا نـقـولُ إذا رآهــا ضـابـطُ الـتـفـتـيـشِ؟

خـذهـا والـتَـمِـسْ لـيْ مـنـكَ عـذراً ..

أمْ تُـراكَ تـريـدُ لـيْ أمـراً مُـهِــيـنـاً مُـحْـرِجـا؟

….

…….

……….

أمـشـي

ولـكـنَّ الـحـقـيـبـةَ لا تـريـدُ الـمـشـيَ

هـا أنـذا تـوسَّـدتُ الـحـقـيـبـةَ أســتـحِـثُّ الـشـمـسَ

واسـعـةٌ هـي الـصـحـراءُ

لا مـاءٌ ولا شــجَـرٌ

سـوى قـمـرٍ خـجـولٍ خـلـفَ غـيـمـتِـهِ سَـجـا

*

مُـتـدَثِّـراً بـمَـلاءةِ الـتـعَـبِ الـمُـذِلِّ غـفـوتُ ..

أيـقـظـنـي رذاذٌ بـاردٌ

فـنـهـضـتُ ..

نَـفَّـضْـتُ الـرمـالَ ..

مـشـيـتُ ..

لـكـنَّ الـحـقـيـبـةَ لـمْ تـعـدْ تـمـشـي

وأبـعَـدُ مـن سـمـاواتٍ عـن الـقـدَمِ الـسـمـاوةُ

هـا أنـا نـصـفـانِ

نـصـفٌ ضـائـعٌ فـي الـلامـكـانِ

ونـصـفـيَ الـثـانـي يُـجَـرجِـرُ بـالـتـي تَــمـشـي ولا تــمـشـي

فـتـأبـى غـيـرَ أنْ تــتــدَحـرَجـا

***

(2)

نَـمْ إنْ أرَدتَ فـإنَّ وجـهَــكَ شــاحِـبٌ

ســأقـودُ فـي حَـذَرٍ

وأردفَ ـ سـائـقُ ” الـتـكـسـي ” الـمـهـذّبُ ” أحـمـدُ بـنُ سـعـيـدِ لـفـتـةَ ” ـ (*)

فـالـطـريـقُ الـى الـسـمـاوةِ آمِـنٌ فـدَعِ الـقـلـقْ

*

ســأنـامُ ـ قـلـتُ لـهُ ـ ولـكـنَّ الأرقْ

*

يـأبـى مُـغـادرةَ الـحَـدَقْ

*

مـا حِـيـلـتـي؟ فـالـريـحُ عـاتـيـةٌ

فـكـيـف يُـقـاومُ الـريـحَ الـورَقْ؟

……

………

………..

وغـفـوتُ بـعـدَ ” الـنـاصـريـةِ ” … ربَّــمـا ” الـبـطـحـاءِ ” …

لا أدري

فــقـد كـنـتُ الـغـريـقَ

ولـيـس سـهـلاً أنْ أفَـسِّـرَ كـيـفَ فـاجـأنـي الـغَـرَقْ

***

(3)

أُدخُـلْ .. وصَـلـنـا الـبـيـتَ .. لا تـقـلـقْ ..

حـقـيـبـتـكَ الـتـي تـمـشـي ولا تـمـشـي تـغـيَّـرَ طـبـعُـهـا

صـارتْ تـسـيـرُ كـمـا تـشـاءُ عـلـى مِـلاطِ الـبـيـتِ

تـعـدو كـالـغـزالِ إذا انـطـلـقْ

*

شـكـراً عـزيـزي أحـمـدَ بـنَ سـعـيـدِ لـفـتـةَ ـــ قـلـتُ ـــ ..

غـادَرَنـي ..

وأغـلـقـتُ الـرتـاجَ ..

رمَـيْـتُـنـي فـوق الـسـريـرِ مُـضَـرَّجـاً بـلـظـى الـرَّهَـقْ

*

الـوقـتُ مـشـلـولٌ

وهـذا الـمـحـجَـرُ الـحَـجَـريُّ أعـمـى

والـنـوافـذُ تـشـتـكـي خَـرَســاً

فـمـا أدري

هـل الــشــفَــقُ الـذي خـلـفَ الـجـدارِ

أمِ الــغَــسَــقْ؟

***

…………………………

(*) أحمد سعيد لفتة: هو سائق سيارة الأجرة الذي أقلّني من بيتي في السماوة الى مطار البصرة وأبى أن يتركني وحدي بعد انتصاف الليل حين تعذّر علينا دخول المطار وتحتّم عليّ الإنتظار حتى الصباح فقاسمني النوم في الصحراء، وفي الصباح بعد التأكد من تأجيل الرحلة عاد بي الى السماوة … كان شهماً نبيلا ..

كتبت القصيدة في مطار البصرة / السماوة بتاريخ 19 – 4 – 2020

منشورة في المثقف، عدد 4990، تاريخ 4-5-2020



Recording of the Arabic Poem by poet (Samawy) himself
Print Friendly, PDF & Email